يقول الخبير (لي ياكوكا) أن (هنري فورد) الثاني شرح له ذات مرة فلسفته في القيادة
قبل سنوات من أن يصبح (ياكوكا) نفسه هدف تلك الفلسفة وضحيتها, قال له فورد «إذا كان
أحدهم يعمل تحت رئاستك فلا تجعله ينعم بكثير من الراحة, لا تدعه يتمتع بالدفء أو الحرية
في اختيار أساليبه.
إفعل دائماً عكس ما يتوقعه, إجعل مرؤوسيك قلقين ومترقبين وغير متزنين
دائماً» إنتهى الإقتباس. عزيزي القارئ, ماذا كانت نتيجة إتباع هذه الفلسفة؟ يجيبنا
الخبير (لي ياكوكا) وهو من عمل مع فورد الثاني صاحب تلك الفلسفة فيقول بأن هذه الفلسفة
صنعت دماراً شديداً في حياة الآخرين وأضرت بالشركة بينما كانت شركات صناعة السيارات
الأخرى في تطور مستمر ظلت شركة فورد تعيش صراعاتها الإدارية الداخلية في تلك الفترة.
والنتيجة التي تحدث عنها (لي ياكوكا) والذي عايش أسبابها والتي تتلخص في الفلسفة
الخاطئة التي اتبعها في القيادة أثبتت صحتها فقد أظهرت دراسة نشرت قبل أشهر أن الأشخاص
الذين يعملون تحت ضغوط ولا يكون لديهم القدر الكافي من الحرية أو التفويض في اتخاذ
القرارات يكونون على الأرجح أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية من زملائهم الأقل عرضة
للضغوط. (المصدر الإنترنت – الصحافة) النتيجة واحدة دمار شديد في حياة الآخرين كما
وصفها (لي ياكوكا)!!
عزيزي القارئ, الموقف التالي أرسله لنا الأخ د. بو محمد كما رمز لإسمه وهو معاناة
حقيقية لا تقل درجتها عن تلك المذكورة أعلاه والتي عايشها (ياكوكا), يقول بو محمد:
(2)
عندما عينت نائباً له استقبلني المدير التنفيذي في مكتبه وبعد تبادل عبارات
المجاملة والتهنئة قال لي وبابتسامة مصطنعة لا زلت أتذكرها: سيكون مكتبك ملاصقاً لمكتبي,
أما أثناء تواجدي في الخارج فيمكنك الإتصال بمدير مكتبي. فهمت فيما بعد ما كان يقصده
المدير فأنا الرجل الثاني في المؤسسة ولكن بدون أي سلطة أو صلاحيات, وهذا هو الواقع
الآن! حتى في الإجتماعات أصبحت أتحاشى التعليق أو الإفصاح برأيي وإن فعلت ذلك فالرفض
أو التجاهل أو الرد بلهجة التحقيق يكون مصيري. أصبحت أتجنب المرور أمام مكاتب الموظفين
لأنني أتصورهم يتهامسون خلفي «النائب الذي فقد ظله». أصبحت أحترق من الداخل عندما يتظلم
لدي أي موظف أو يطلب رأيي في موضوع ما لأني أرى علامات الإحباط في عينيه وكثيراً ما
يعلق الموظف قائلاً «أعرف أنك لا تمتلك أي صلاحية أو قرار ولكن..» هذا التعليق يصيبني
بدوار في رأسي ويجعلني أفقد إتزاني, ولكن ما العمل؟ كم أسأل نفسي لماذا يجردني هذا
المدير التنفيذي من سلطتي التي تمنحها لي وظيفتي؟ لماذا هو دائم التدخل في شئووني وتحركاتي
في المؤسسة؟ لماذا يحاول دائماً التقليل من شأني أمام مرؤسي؟ تلك كانت رسالة د. بو
محمد عن أسلوب تعامل المدير التنفيذي معه. ترى ماذا يقول الخبراء حول هذا الموضوع؟
(3)
يقول (ثيودر روزفلت) «أفضل مدير تنفيذي هو الذي لديه ما يكفي من الحس لاختيار
الرجال المناسبين لإنجاز ما يريد إنجازه, وما يكفي من ضبط النفس لعدم التطفل عليهم
أثناء إنجازه» إنتهى الإقتباس. عزيزي القارئ, في ضوء خبرتي العملية وقراءاتي أستطيع
أن أقول بأن ما ورد في تلك المقولة هو فعلاً ما يجب أن يكون عليه المدير التنفيذي.
وأقصد هنا المدير التنفيذي ذا الشخصية السوية التي تملك الثقة بالنفس والثقة بقدرات
العاملين معه.
المصدر:
http://www.alayam.com/writers/5778
http://www.alayam.com/writers/5778