728X90

5:03 ص

نظريات السمات في القيادة

نظريات السمات Traits Theories تركز على «السمات» الشخصية للقائد المثالي الذي يولد وهو يمتلك هذه الصفات، وإن نجاح القائد يكمن في صقله للقدرات الذاتية التي يمتلكها. نظريات السمات تركز على وجود خصائص وسمات معينة تتوافر في الشخص منذ ولادته، مثل الشجاعة وعدم التردد والحماس والأمانة والذكاء والثقة بالنفس وغيرها من الصفات.

هذه النظريات ميّزت البحوث الأولى في موضوع القيادة، وركزت على إيجاد مجموعة من الصفات التي تولد مع الإنسان، وتؤهله لتسنُّم مواقع قيادية وتحقيق أداء مميَّز ورضا المجموعة التي يقودها.
لقد حاول الباحثون تحديد السمات الفسيولوجية (المظهر، الطول، والوزن)، والديمغرافية (العمر والتعليم والخلفية الاجتماعية والاقتصادية)، والشخصية (الثقة بالنفس، العدوانية، الذكاء، الحسم، الإنجاز، المبادرة، المثابرة)، والخصائص الاجتماعية (التعامل مع الآخرين، التعاون) لتحديد إطار للسمات المطلوبة للقائد الفعّال. وقد توصّلوا إلى سمات أساسية، منها:

- السعي لتحقيق الإنجازات عبر بذل مستوىً عالٍ من الجهد، مع امتلاك مستويات عالية من الطموح والطاقة والمبادرة.

- الرغبة الشديدة في قيادة الآخرين للوصول إلى الأهداف المشتركة.

- الصدق والنزاهة، بأن يكون جديراً بالثقة وموثوقاً به.

- الثقة بالنفس، ومدى إيمانه بأفكاره، وقدراته.

- القدرة المعرفية، والتي يترجمها في كيفية ممارسة الإدارة بصورة رشيدة، واستخدام قدرات تحليلية قوية.

- معرفة العمل أو الصناعة أو المهنة والمسائل التقنية الأخرى المرتبطة بها.

- النضج العاطفي، وأن لا يعاني من اضطرابات نفسية حادّة.

- إضافة إلى سمات أخرى مثل الكاريزما والإبداع والمرونة والشجاعة والحزم وعدم التردد.

إنّ قائمة السمات طويلة جداً، وقد تم التعرف على أكثر من 100 سمة مختلفة للقادة الناجحين في المناصب المختلفة، ولكنّ كثيراً من هذه الأوصاف تدخل ضمن العموميات. كما أنّ هناك خلافاً على السمات الأكثر أهمية بالنسبة للقائد الفعّال، ولذا فهي نظرية غير واضحة المعالم.

الانتقاد الأكبر لهذه النظريات أنها قد تميل إلى أن القادة يولدون فقط، وأنّ إمكانية تدريب وتطوير القادة ليس لها أهمية قصوى، وأنّ القيادة تميل إلى أن تكون فنّاً وليس علماً.

والواقع أن القيادة قد تكون شيئاً من الفن، ولكن ذلك الفن لا يمكنه أن يستغني عن المهارات والتقنيات الخاصة بالقيادة والتي يمكن تعلمها والتدرب عليها.

وعليه، فقد أدى عجز نظريات السمات في إعطاء تفسير متكامل للسلوك القيادي بالباحثين إلى الأخذ في الاعتبار أنواع السلوك الذي يقوم به القائد على أمل الوصول إلى الكشف عن أنواع من السلوك تميز القائد الفعّال عن نقيضه، ولذا تطوّرت «النظريات السلوكية في القيادة».

بقلم / منصور الجمري

المصدر