728X90

7:48 ص

للمدير التنفيذي الناجح: أخضع شركتك للفحص الطبي كما تفحص نفسك



المخاطر التي يواجهها التنفيذيون في جميع بقاع العالم في زيادة مطردة من حيث العدد والخطورة. ولكي تزدهر المؤسسات في خضم هذا العالم الخطير، فإن وضع استراتيجيات فاعلة وتطبيقها من أجل احتواء هذه المخاطر والتغلب عليها لم ينالا مثل هذه الأهمية البالغة من ذي قبل.

وحسبما يقول ريتشارد شارمان الشريك في KPMG، مجموعة خدمات استشارات المخاطر: "فإن إدارة المخاطر تعد في الواقع بمثابة فحص صحة شركتك، وبالتالي فإننا جميعا نجري فحصا طبيا دقيقا في شركاتنا كل سنتين أو ثلاث، وبالتالي فإن إدارة المخاطر تعزز صحة شركتك، غير أن البعض لا يأبه كثيرا لذلك، فيما هناك أشياء تتطلب التصويب. ولكن بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يهتمون بهذا الجانب ويكتشفون أنه ليس هناك خطأ وأنهم يتعاملون مع المخاطر بشكل جيد للغاية، فإن ذلك يتيح لهم الاستمرار كشركة مستدامة. إن إدارة المخاطر تعني التساؤل بالفعل "متى أجريت فحصا طبيا لشركتي آخر مرة"؟



في مايلي مزيداً من التفاصيل:

المخاطر التي يواجهها التنفيذيون في جميع بقاع العالم في زيادة مضطردة من حيث العدد والخطورة.

ولكي تزدهر المؤسسات في خضم هذا العالم الخطير، فإن وضع وتطبيق استراتيجيات فاعلة من أجل احتواء هذه المخاطر والتغلب عليها لم تنل مثل هذه الأهمية البالغة من ذي قبل.

وحسب ما يقول ريتشارد شارمان الشريك في KPMG، مجموعة خدمات استشارات المخاطر:"فإن إدارة المخاطر تعد في الواقع بمثابة فحص صحة شركتك، وبالتالي فإننا جميعا نجري فحصا طبيا دقيقا في شركاتنا كل سنتين أو ثلاث وبالتالي فإن إدارة المخاطر تعزز صحة شركتك، غير أن البعض لا يأبه كثيرا لذلك، فيما هناك أشياء تتطلب التصويب. ولكن بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يهتمون بهذا الجانب ويكتشفون بأنه ليس هناك خطأ وأنهم يتعاملون مع المخاطر بشكل جيد للغاية، فإن ذلك يتيح لهم الاستمرار كشركة مستدامة. إن إدارة المخاطر تعني التساؤل بالفعل: "متى أجريت فحصا طبيا لشركتي آخر مرة؟"

إن المخاطر التي ينبغي على الشركات فحصها وإدارتها عديدة ومتنوعة في الوقت ذاته. إذ إن المؤامرة المزعومة لتفجير الطائرات التابعة لشركات الطيران العابرة للمحيط الأطلسي التي أميط اللثام عنها عقب التخفيضات التي أجرتها الشرطة في المملكة المتحدة، عززت المخاطر المستمرة للإرهاب.

ووفقا لـ: جوستن بريسلي، المدير في شعبة إدارة الأزمات في مجموعة Aon فإن الجميع مدركون تماما بأن الإرهاب يمثل مخاطر حقيقية، ولكن الناس باتوا متوكلين وغير عابئين بما يحدث، إذ إن الأحداث أو الاحتفالات الخاصة بإحياء ذكراها هي فقط التي تعيد هذه المخاطر لأذهان الناس. والأكثر أهمية هو أن الناس في الوقت الحاضر يقرون إن المخاطر كالإرهاب تمثل حدثا قابلا للتوقع ولو كان الأمر كذلك فينبغي عليك أن تفعل شيئا ما لدرئها. والواقع أن أعدادا متزايدة من الناس يؤكدون أنهم يجدون في التعامل مع المخاطر كالإرهاب وأنهم يتمتعون برعاية مجالس الإدارة الرئيسية."

وهناك تهديد مادي آخر أيضا صعد بسرعة ليحتل موقع الصدارة على أجندة إدارة المخاطر يتمثل في الكوارث الطبيعية. حيث سبب موسم الأعاصير في العام المنصرم أضرارا جسيمة وكبد صناعة التأمين العالمي خسائر بلغت 80 مليار دولار.

وعلى الرغم من أن العام الحالي لم يشهد حتى الآن مستوى المآسي نفسه، إلا أن هناك قلقا متناميا من حيث التكرار والشدة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها المؤسسات وكذا أصحاب المنازل التي يمكن أن تعترض طريق هذه الأعاصير.

هذا الوضع بات يدفع المؤسسات وشركات التأمين على سواء إلى إعادة النظر في أساليب إدارة المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية.

ووجدت بعض شركات الـتأمين وإعادة التأمين نفسها مرغمة على تخفيض مبالغ التغطية التي يمكنها أن تعرضها على المؤسسات التي لديها مرافق معرضة للمخاطر الطبيعية، والمؤمنين على مجموعة العقارات التي يمكن أن تكون معرضة لهذا النوع من المخاطر.

كما يمكن أن قيمة تغطية التأمين وإعادة التأمين للمناطق المعرضة للأعاصير في الولايات المتحدة ارتفعت بسرعة الصاروخ ونتيجة لذلك فإن بعض الشركات والمؤمنين المعرض لهذه المخاطر، واجه موسم العواصف دون أن تكون لها تغطية بالقدر الذي كانت ترغب الحصول عليها.

ونتيجة لذلك، أرغمت شركات أخرى على تحمل مخاطر إضافية بنفسها من خلال التغطية المتقطعة (شرط ينص على أن الخسارة التي تزيد على حد أدنى معين هي فقط التي يغطيها التأمين) ـ جزء من المطالبة التي تدفعها الشركة قبل اكتتاب تغطية التأمين.

إن السيطرة على المخاطر وبالتالي مطالبات باهظة محتملة، يمكن أن تساعد الشركات على الحصول على التغطية، مقابل أسعار يمكن أن تتحملها، كما أنها أيضا يمكن أن تفاضل ما بين الحصول على تغطية من عدمه. ومن ثم إذا اضطرت الشركات التي تتكبد خسائر باهظة للمساهمة أكثر نحو المطالبات نفسها، وبالتالي فإن إدارة المخاطر الفاعلة تصبح إدارة ضرورية لخفض الفواتير التي يجب أن تسددها في النهاية.

ويقول أندرو بيزلي، الرئيس التنفيذي لشركة بيزلي للتأمين: "لا ريب أن الناس عندما يشعرون بأنهم معرضون للمزيد من المخاطر فإنهم سينفقون أموالا ضخمة على إدارة المخاطر." ويضيف قائلا: "التأمين أكثر تكلفة، وبالتالي فإنهم يعتقدون أن بوسعهم توفير المال من خلال التأمين أو في المقابل ربما يتكبدون المزيد من المخاطر، وفي هذه الحالة يرغبون في منع وقوع الخسائر عليهم شخصيا."

إن المخاطر التي تواجهها الشركات تتعدد أيضا مع توسيع عملياتهم حول العالم. وباتت هذه الشركات وبشكل متزايد تنقل أجزاء من عملياتها إلى مناطق أقل تكلفة في أرجاء العالم، وبالتالي يمكن أن تكون أقل استقرارا سياسيا أو معرضة أكثر للكوارث الطبيعية.

ولكن ليست الشركات التي توسع عملياتها خارج بلدانها فقط هي التي تدفع بأجندة إدارة المخاطر عالميا.

ويقول شارمان إن استخدام إدارة المخاطر بات ينمو عضويا في آسيا، الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، في ظل توجه الشركات في تلك المناطق إلى جمع المال خارج أسواقها المحلية أو النفاذ إلى أسواق المال الغربية.

ويستطرد قائلا: "إن الشركات الأجنبية التي تندفع نحو الإدراج في بورصة لندن بحاجة إلى إثبات امتلاكها لنظام إدارة المخاطر فاعل ومعايير حوكمة شركات قوية."

غير أن المخاطر المادية ليست فقط هي التي تقلق بال التنفيذيين، لأن التطورات التي حدثت في مجال حوكمة الشركات جعلت إدارة المخاطر من ضمن المسؤوليات الجلية التي يجب أن يضطلع بها المديرون.

إن المخاطر التي يتعرض لها المديرون كشفت عن نفسها بطريقة مؤثرة من سلسلة من الأحداث والوقائع البارزة.

ومن بينها تسليم ثلاثة مصرفيين سابقين في "نات ويست" للولايات المتحدة لاتهامات بالغش والاحتيال ترتبط بشركة إنرون، ووقائع تتعلق بصناعة الألعاب على الإنترنت.

ويؤكد المصرفيون الثلاثة الذين يطلق عليهم "نات ويست ثرى" باستمرار أنهم غير مذنبين.

ويقول لي ليندساى، المدير الفني لشعبة القانون الخاص بتأمين المديرين والموظفين لدى شركة Aon: "الناس باتوا أكثر وعيا الآن بالمسؤوليات الفردية للمديرين والموظفين."

ويواصل قائلا: "الولايات المتحدة سوف تسن القوانين.. من أجل توفير حماية أفضل للجمهور وحملة الأسهم، ومع صدور كل قانون جديد يهدف إلى حماية أفضل لحملة الأسهم والجمهور، فإن مسؤولية المديرين والموظفين تزداد."

غير أن المديرين أيضا باتوا يدركون بشكل متزايد أنه في الوقت الذي يتوجب عليهم ضمان عدم وقوعهم ضحية لعدد هائل من المخاطر التي تحيط بهم، فإن الجهود التي تبذل من أجل إدارة هذه المخاطر، يمكن أن تجلب منافع تجارية قيمة.

وحسب هانز كريستيان برين مدير ممارسة استشارة مخاطر الاستثمار لدى شركة ميرسير أوليفروايمان: "إننا نشهد حاليا تحولا من تنفيذيين كانوا مهتمين بأن يصبحوا قادرين على الامتثال لنظام الحوكمة إلى تنفيذيين يتساءلون: كيف يتسنى لنا الحصول على أقصى قيمة من الجهود التي نبذلها في إدارة المخاطر؟"

إن حل مشكلة التحول هذه يكمن في إدراك أنه في الوقت الذي يجب أن تهتم إدارة المخاطرة بالضرورة بالجانب الخاص بحماية الشركات ضد المخاطر المحتملة، فإن بوسعها أيضا أن تساعد على توليد نتائج إيجابية.

ويقول برين: "في ظل سوق تزداد فيه المنافسة باستمرار، يصبح من المهم للغاية القدرة على استغلال الإيجابيات وفي الوقت نفسه، حماية أنفسنا من السلبيات، واستخدام رأس المال المتاح بطريقة تساعد على خفض التكلفة مع توليد القيمة بقدر الإمكان".

ويدفع ذلك جزئيا بصعود إدارة المخاطر إلى صدارة أجندة الشركات، ليس على مستوى التنفيذيين فحسب، وإنما أيضا وسط المديرين غير التنفيذيين.

ويقول بارون: "إن المديرين غير التنفيذيين أكثر وعيُا بالمخاطر وأكثر تنبؤا بها، ونتيجة لذلك فإنهم يسعون إلى الحصول على تأكيدات من الإدارة التنفيذية، لا تطبيق نظام تعبئة جداول يفي بمتطلبات الحوكمة فحسب، وإنما لديهم نظام جلي للتعاطي مع المخاطر، وأين تكمن الفرص."

ويوافق جيوف تايلور رئيس الجمعية البريطانية للتأمين ومديري المخاطر ومسؤولي المخاطر والتأمين، على أن الوعي في زيادة مستمرة بوجود جانبين لإدارة المخاطر، الحماية ضد السلبيات واستغلال الإيجابيات.

"لو فكرت في المسألة بدقة تامة، فإن أي نشاط ينطوي على هاتين المخاطرتين كلتيهما، إذا قفزت بالمظلة، فإن هناك مخاطرة أن تفشل المظلة في العمل بالصورة المطلوبة ومن ثم تلقى حتفك، أو هناك الجانب الآخر، وهي فرصة أن تقضي وقتا رائعا وتحصل على متعة حقيقية من هذه القفزة."

ويقول إن الحل المطلوب لمنع نتائج غير مرغوبة وتعظيم فرصة النتائج الإيجابية، يكمن في تكوين رؤية واضحة عن المخاطر التي تحيط بالمؤسسة برمتها.

ويجب أن يتم ذلك على أساس التحليل بشكل متجانس، المخاطر التي تهدد الشركة، والتي تحتاج إلى التخفيف وكذا الفرص المتاحة.

وفي الوقت الذي سوف يستمر هذا الأسلوب الخاص بإدارة المخاطر في حماية الشركات من المخاطر المحتملة، يجب أن يكون ذلك جزءا من إطار عمل شامل.

ويقول برون أيضا من الأهمية بمكان قياس أثر النتائج الإيجابية والسلبية على السواء، وتضمين ذلك في نظام صنع القرار.

ويعتقد تايلور أن هناك عددا من المنافع التي يمكن الحصول عليها من فحص كلا جانبي المخاطر.

وعن طريق فهم وتوثيق كلتا المخاطرتين اللتين تواجههما الشركة والضوابط الموضوعة من أجل التقليل من الآثار السلبية، لا بد أن تكون للشركة فكرة أوضح عن المخاطر التي تواجهها بالفعل، عوضا عن تلك التي يفترض إمكانية حدوثها. سوف يساعد ذلك على تخصيص الموارد بطريقة أكثر فاعلية. وعندما تجعل الضوابط أكثر وضوحا فإنها تساعد الشركة "ربما على التركيز على مهمة مزاولة الأعمال، عوضا عن الاستمرار في القلق من أن هناك بعض الأمور التي قد تقود إلى أخطاء."

إن التركيز على المنفعة، إضافة إلى مخاطر الجوانب السلبية، لا بد أن تحسن نوعية القرارات المتخذة.

وبمجرد أن يتم اتخاذ قرار ما، لا بد أن تكون الشركات قادرة على العمل بمقتضاه في أسرع وقت ممكن، وكذا فإن كونها مدركة للمخاطر لا بد أن يساعدها على أن تشق طريقها المحفوف بالمخاطر بطريقة أسهل.

وكونها أكثر شفافية بشأن المخاطر، لا بد أن تمنح أصحاب المصلحة مثل مزودي المال أو حملة الأسهم، ثقة إضافية، ويقول تايلور: "إدارة المخاطر مصدر قوة للشركات."


http://www.aleqt.com/2006/11/29/article_67059.html