النظريات الموقفية/ الظرفية في القيادة Contingency / Situational Theories تتحدث عن ضرورة تكييف القائد سلوكه وأساليبه من أجل مواءمة مستوى النضج لدى المرؤوسين، ومن أجل أن يكون مناسباً مع الظرف والموقف والحالات المتغيّرة.
النظريات «الموقفية» تأخذ في الاعتبار «الموقف» وحجم المشروع والجانب التقني وطبيعة الرئيس، ومعايير الجماعة المرؤوسة، ومستوى نضج المرؤوس، والوقت المتوافر لتنفيذ ما هو مطلوب، والمناخ داخل المؤسسة.
القيادة بحسب هذه النظريات ترى أنه يجب اختيار النمط القيادي المناسب للموقف أو الحالة أو الظرف. القادة الأكثر فاعلية - بحسب هذه النظريات - هم أولئك الذين يوائمون ويُغيّرون سلوكهم مع الوضع والموقف، وهذا هو الاختلاف مع النظريات السلوكية التي تنظر إلى سلوك القائد الثابت والذي لا يتغير مهما يكن الظرف أو الموقف.
النظريات الموقفية (الظرفية) تأخذ في الاعتبار البيئتين الداخلية والخارجية للمؤسسة. وعلى أساس هذا النهج فإنه يجب على القائد أن يعمل بطريقة مرنة لكي يكون قادراً على تشخيص أسلوب القيادة المناسب لهذا الوضع أو ذاك.
ويمكن فهْم كيف يتغير السلوك القيادي كما يوضح «المحور الاستمراري» Leadership Continuum الذي طوّره كلٌّ من Tannenbaum and Schmidt، وهو أنموذج يوضح كيف يتحرك أسلوب القائد بين النمط التسلطي والنمط الديمقراطي، يشرح كيف يتنوع الأسلوب القيادي بحسب المساحة المتاحة للمرؤوسين، وهذا الأنموذج يطرح مجموعة من الأساليب على امتداد «محور استمراري» continuum طرفاه الأسلوب التسلطي والأسلوب الديمقراطي أو المشارك.
هذا المحور الاستمراري لنمط القيادة يوضح العلاقة بين مستوى الحرية التي يختار القائد منحها للعاملين بناءً على الظرف والموقف، ومستوى الحزم الذي يستخدمه لإدارتهم، فإذا زادت حرية العاملين انخفضت سلطة القائد. وهذا الأنموذج يوضح القدرة على تطبيق مستويات مختلفة من تفويض الأعمال لفريق العمل واتخاذ القرارات بدرجات متفاوتة وفقاً لقدراتهم.
القيادة بحسب النظريات الموقفية ترى أنه يجب اختيار النمط القيادي المناسب للموقف أو الحالة أو الظرف. القادة الأكثر فاعلية - بحسب هذه النظريات - هم أولئك الذين يوائمون سلوكهم مع الوضع، آخذين في الاعتبار البيئتين الداخلية والخارجية للمؤسسة. وعلى أساس هذا النهج فإنه يجب على القائد أن يعمل بطريقة مرنة لكي يكون قادراً على تشخيص أسلوب القيادة المناسب لهذا الوضع أو ذاك.
وهناك نظرية Contingency Leadership التي طرحها فيدلر Fiedler وهي تشير إلى ثلاثة عوامل أساسية للقيادة الفعالة، وهي:
1- علاقة القائد مع المرؤوس.
2- المنصب الذي يتسنّمه القائد.
3- هيكلية المهمة.
وأنّ هذه العوامل تؤثر على العلاقة بين صفات القائد وفاعليّته.
كما أن هناك نظرية Path-goal theory طرحها هاوس House، وهي ترى أن المهمة وخصائص المرؤوس تؤثر على أربعة أنماط من سلوك القائد (الأسلوب الداعم، أسلوب التوجيه، الأسلوب التشاركي، الأسلوب الذي يركز على تحقيق الإنجازات)، وهذا ينعكس بصورة مباشرة على جهد المرؤوس وارتياحه في تأدية المهمة.
وتعتبر القيادة الموقفية Situational Leadership، التي طرحها كلٌّ من بول هيرسي وكين بلانشارد Paul Hersey و Ken Blanchard من أهم ما طرح في هذا المجال. فهذه النظرية طرحت بأنّ سلوك القائد يتفاعل مع مستوى نضج المرؤوس ويؤثر بشكل ملحوظ على فاعليّة القيادة في تركيزها إمّا على المهمة Task أو على العلاقة مع المرؤوس Relationship. هذه النظرية تتسق مع أنموذج جامعة ولاية أوهايو التي حددت أربعة أنماط للقيادة، وهي «أسلوب الأمر S1=Telling»، «أسلوب البيع/ التسويق S2=Selling»، و«أسلوب المشاركة S3=Participating»، و«أسلوب التفويض S4=Delegating».
الإضافة هنا هي أن الأسلوب القيادي يجب أن يتغير باستمرار، وأن يأخذ في الاعتبار درجة نضج العاملين.
وتوضح هذه النظرية أن مستويات النضج Maturity Levels تتراوح بين عالية ومتوسطة ومنخفضة، ويرمز إليها بـ M4 M3 M2 M1، وهي تتناسب مباشرة مع أنماط القيادة S4 S3 S2 S1، كما يلي:
M1 - مستوى من النضج يشير إلى أن مهارات المرؤوس محدودة، كما أن المرؤوس غير قادر أو غير راغب في القيام بالعمل ولا يستطيع تحمُّل المسئولية، وهذ يناسبه نمط القيادة S1.
M2 - مستوى النضج هنا يوضح أن المرؤوس غير قادر على تحمُّل المسئولية، ومع ذلك، فإنّه على استعداد للعمل للقيام بهذه المهمة، وهذا يناسبه نمط القيادة S2.
M3 - مستوى النضج يشير إلى أن المرؤوس من ذوي الخبرة وقادر على القيام بالمهمة، ولكنه يفتقر إلى الثقة أو الرغبة في تحمُّل المسئولية، وهذا يناسبه نمط القيادة S3.
M4 - مستوى من النضج يشير إلى أن المرؤوس من ذوي الخبرة في هذه المهمة، ولديه أريحية في القيام بالعمل بشكل جيد. وهو قادر وعلى استعداد للقيام ليس فقط بالمهمة، وإنما أيضاً بتحمُّل المسئولية بصورة كاملة، وهذ يناسبه نمط القيادة S4.
بعد انفصال هيرسي وبلانشارد، طوّر الأخير مع باحثين آخرين نظرية القيادة الموقفية الثانية، ؤأطلق عليها مسمى Situational Leadership-II، وهي تأخذ بعين الاعتبار المستوى التنموي للمرؤوسين الذي ينتقل من D1 إلى D2 وثم D3 وبعدها D4 حيث يصبح مستوى المرؤوس عالياً جداً ولا يحتاج إلى كثير من الإشراف. وأيضاً يجب أن يتناسب نمط القيادة S1 مع D1، وS2 مع D2، وS3 مع D3، وS4 مع D4.
ويستند المستوى التنموي للمرؤوس على مستوى الكفاءة Competence في العمل والالتزام الوظيفي Commitment. وتعرف الكفاءة بأنها المعارف والمهارات من التعليم والتدريب والخبرة. أمّا الالتزام فهو مزيج من الثقة والتحفيز. والثقة هي قدرة الشخص على القيام بمهمة ما بشكل جيد؛ مع وجود الدافع الذي يحدد مصلحة الشخص في القيام بمهمة جيدة. ويتكوَّن كل مستوى تنموي من كميّات منخفضة أو عالية من الكفاءة والالتزام.
المقال بقلم / منصور الجمري
المصدر